فريق منظمة الصحة العالمية على وشك مغادرة الصين بعد التحقيق في أصل فيروس كورونا…لكن ماذا وجدوا ؟

تقترب مهمة فريق منظمة الصحة العالمية ( المُستقل ), إلى مدينة ووهان الصينية للتحقيق في أصول فيروس كورونا, من نهايتها.

تم إرسال مجموعة الخبراء, الذين أختارهم منظمة الصحة العالمية (WHO) ، لجمع البيانات والبحث عن أدلة حول مكان نشوء الفيروس وكيفية إنتشاره في المدينة ( مدينة ووهان ) التي تم اكتشافه فيها لأول مرة.

وسيختتم الفريق مهمته لتقصي الحقائق يوم الأربعاء.

حاولت الصين أن تشير إلى أن الفيروس نشأ في مكان آخر.

في إعلانه عن زيارة الخبراء الشهر الماضي, قال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية, زاو لي جيان

” من المرجح أن يشمل تتبع مصدر الفيروس عدة دول وأماكن “.

لم يتم الكشف عن مسار كامل للعمل الميداني للمجموعة, وتم إبقاء الصحفيين الذين يغطون الزيارة, الخاضعة للرقابة المُشددة, بعيداً, من أعضاء الفريق.

سيقدم مسؤولو منظمة الصحة العالمية معلومات حول نتائج الفريق في مؤتمر صحفي الليلة (بتوقيت أستراليا).

حتى ذلك الحين, إليكم ما نعرفه حتى الآن حول ما فعله خبراء منظمة الصحة العالمية في الصين.

من الذي تم إرساله إلى الصين ؟

يتكون الفريق من ١٤ شخصًا من جميع أنحاء العالم من ذوي الخبرة في الطب البيطري وعلم الفيروسات وسلامة الأغذية وعلم الأوبئة.

قال بيتر بن مبارك, رئيس الفريق وعالم منظمة الصحة العالمية لسلامة الأغذية والأمراض الحيوانية المنشأ, في منتصف شهر كانون الثاني / يناير ٢٠٢١

” إذا وجدنا المصدر وإذا كان لا يزال موجودًا, فيمكننا منع إعادة إدخال نفس الفيروس في المستقبل إلى البشر”

” إذا فهمنا كيف قفز هذا الفيروس, من الخفافيش إلى البشر, فربما يمكننا منع وقوع أحداث مماثلة في المستقبل “

وقالت منظمة الصحة العالمية

” إن أعضاء الفريق سيقتصرون على الزيارات التي ينظمها مضيفوهم الصينيون ولن يكون لهم أي اتصال بأفراد المجتمع بسبب مخاوف صحية “

قال دومينيك دواير, عالم الأحياء الدقيقة في مستشفى ويستميد في سيدني, وهو أحد الخبراء في المجموعة, لـ قناة ABC ( ألاسترالية ), في كانون أول / ديسمبر ٢٠٢٠

” أنه واثق من أنهم سيجدون بالتأكيد إجابات لبعض الأسئلة “

وحذر من أنه يكاد يكون من المستحيل أن يجد الفريق المريض صفر / أول شخص أصيب بالفيروس

وقال يان زونغ هوانغ, الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن

” إن أسبوعين في الصين لم يكن وقتًا طويلاً للخبراء “

” لا أعتقد أن لديهم الوقت للحصول على أي نتائج حاسمة “.

كان عضو فريق منظمة الصحة العالمية وعالم الحيوان بيتر داسزاك المقيم في نيويورك, والذي سبق أن وجهت له إنتقادات, بسبب صلاته المهنية بمعهد ووهان لعلم الفيروسات, المصدر الرئيسي للمعلومات للصحفيين طوال الرحلة…!!

أين ذهب الفريق أولا؟

خرج أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية من ١٤ يومًا من الحجر الصحي الفندقي في ٢٨ كانون الثاني / يناير ٢٠٢١.

عقد الفريق والمسؤولون الصينيون أول اجتماعاتهم الشخصية في أحد الفنادق بعد خروجهم من الحجر الصحي.

ذهبوا لاحقًا إلى مستشفى محافظة هوبى للطب الصيني والغربي المتكامل, حيث أبلغ الطبيب زانغ جي شيان لأول مرة عن الحالة التنفسية الغير معروفة, وفقًا للرواية الرسمية الصينية, في ٢٧ كانون أول / ديسمبر ٢٠١٩.

وقالت منظمة الصحة العالمية

” إن الفريق طلب بيانات أساسية مفصلة وخطط للتحدث مع المستجيبين الأوائل وبعض أول مرضى فيروس كورونا “

هل تم العثور على أي شيء في الأسواق المخصصة لبيع اللحوم الحيوانية, البحرية في هوانان ؟

زار أعضاء الفريق سوق هوانان للمأكولات البحرية / البرية, لمدة ( ساعة ), تقريبًا بعد ظهر يوم ٣١ كانون الثاني / يناير ٢٠٢١.

في وقت سابق من ذلك اليوم, شوهد أعضاء الفريق وهم يسيرون في أقسام من سوق Baishazhou, أحد أكبر الأسواق لبيع اللحوم البحرية في ووهان, محاطين بحاشية كبيرة من المسؤولين والممثلين من الحكومة الصينية

قال الدكتور دازاك على تويتر

” زيارات الموقع مهمة جدًا اليوم, سوق الجملة أولاً, وسوق هوانان للحوم البحرية الآن “.

” الزيارة مُفيدة للغاية وحاسمة لفرقنا المشتركة لفهم تفشي فيروس كورونا, حيث بدأ في نهاية عام ٢٠١٩”

في ٣١ كانون الأول / ديسمبر ٢٠١٩, بعد ربط أربع حالات للإلتهاب الرئوي الغامض بالسوق, تم إغلاقه مباشرة بعد الحادث.

بحلول نهاية كانون الثاني / يناير ٢٠٢٠, مدينة ووهان قد أغلقت لمدة ٧٦ يومًا.

ماذا حدث ( الحديث عن الزيارة ) في مركز السيطرة على الأمراض في محافظة هوبي؟

في ١ شباط / فبراير ٢٠٢١, أمضت المجموعة حوالي ( أربع ساعات ونصف ), في ما يبدو أنه أطول زيارة للموقع خلال الرحلة, في مكتب ووهان التابع لمركز محافظة هوبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وقال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية في جنيف

إنهم أجروا مناقشات جيدة للغاية مع نظرائهم الصينيين.

وقال مايك رايان, كبير مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية

” نواصل طرح الأسئلة, ونواصل الضغط للحصول على مزيد من البيانات “

” إنها قصة تحقيقية ونراجعها مرة أخرى, لنجيب على المزيد من الأسئلة “.

وقال دازاك للصحفيين

” إنه كان اجتماعًا جيدًا حقًا, مهم حقًا, ولم يقدم مزيدًا من التفاصيل


ماذا حدث ( الحديث عن الزيارة ) في معهد ووهان لعلم الفيروسات؟

قضى فريق منظمة الصحة العالمية عدة ساعات في معهد ووهان لعلم الفيروسات في ٣ شباط / فبراير ٢٠٢١.

كان المعهد في قلب بعض نظريات المؤامرة التي تزعم أن تسربًا معمليًا تسبب في أول تفشٍ لفيروس كورونا في المدينة في نهاية عام ٢٠١٩.

سُمح للفريق ( بثلاث ساعات ونصف الساعة ) داخل المنشأة شديدة الحراسة, وكما هو الحال في الزيارات السابقة, لم يُسمح لهم بالاتصال بالصحفيين.

قال الدكتور داسزاك على تويتر

” إجتماع مهم للغاية اليوم مع فريق العمل, بما في ذلك الدكتورة شي زينغ لي, تم طرح الأسئلة الرئيسية والإجابة عليها “.

كانت الدكتورة شي, وهي متخصصة بعلم الفيروسات معروفة ركزت منذ فترة طويلة على فيروسات الخفافيش التاجية, اكتسبت لقب ” المرأة الخفاش”

” مثيرة جدا للاهتمام, أسئلة كثيرة ”

ثيا فيشر, العضو الدنماركي في الفريق, ردًا على سؤال عما إذا كان الفريق قد عثر على أي شيء.

كما أجتمع فريق منظمة الصحة العالمية, مع سكان حي جيانغ شن يوان, في ووهان في ٤ شباط / فبراير, ووفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الصينية ، تحدث الفريق, مع بعض الذين تعافوا من الفيروس.

ماذا وجدوا؟

من غير المرجح أن تؤكد زيارة واحدة يقوم بها العلماء أصل الفيروس التاجي.

عادةً ما يكون تحديد المصدر الحيواني للتفشي, مسعىً شاملاً يستغرق سنوات من البحث, بما في ذلك أخذ عينات من الحيوانات والتحليل الجيني والدراسات الوبائية.

ومع ذلك, أخبر الدكتور دازاك وكالة بلومبرغ

” أن الفريق وجد بعض الأدلة الحقيقية حول ما حدث “.

ونُقل عن دازاك قوله

” إنها بداية لفهم عميق نأمل حقًا لما حدث حتى نتمكن من إيقاف الحدث التالي “.

” هذا ما يدور حوله كل هذا, محاولة فهم سبب ظهور هذه الأشياء حتى لا نعاني باستمرار من الانهيارات الاقتصادية العالمية والوفيات المروعة أثناء انتظار اللقاحات, إنه ليس مجرد مستقبل يمكن الدفاع عنه “


هل يمكن لفريق منظمة الصحة العالمية الذهاب إلى مكان آخر؟

ومن المؤكد أن الحكومة الصينية تأمل في ذلك.

قال سفير الصين لدى الولايات المتحدة, كوي تيان كاي ، لشبكة ( سي أن أن ) الأسبوع الماضي

” كانت هناك عدد من التقارير الإعلامية حول حالات مبكرة في أماكن أخرى من العالم “.

” لذلك من المؤكد أن هناك حاجة لمزيد من البحث عن بعض الحقائق ( الناقصة ) في جميع أنحاء العالم من أجل تعقب أصل الفيروس حقًا.”

سعت الحكومة إلى التشكيك في فكرة أن الفيروس نشأ في الصين ، مشيرة إلى استيراد الأغذية المجمدة كقناة محتملة لإنتشار الفيروس في الصين ( وهو رأي تم رفضه جملة وتفصيلا من قبل العلماء ).

قللت منظمة الصحة العالمية من المخاوف بشأن هذا النوع من الانتقال, قائلة

” إنه لا يوجد دليل على انتشار فيروس كورونا عن طريق الطعام أو التعبئة والتغليف “

قال فنغ ديو جيا, رئيس جمعية صناعة اللقاحات الصينية, لصحيفة غلوبال تايمز ( صحيفة الحزب الشيوعي الصيني )

” ووهان مجرد محطة لتتبع أصل الفيروس, ولا ينبغي لهؤلاء الخبراء أن يتوقعوا العثور على إجابة هنا “

” إنه مستحيل علميًا, حيث تم العثور على حالات في دول أخرى حتى قبل الإبلاغ عن تفشي المرض في ووهان “

أغلب خبراء الصحة يعارضون هذا الادعاء ( المقصود إدعاء فنغ ديو جيا ).

قالت المتحدثة بأسم ألبيت الأبيض

” إن إدارة بايدن تتطلع إلى التدقيق في البيانات الواردة في تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر يوم الثلاثاء والذي قال إن فيروس كورونا, لم ينشأ في مختبر في ووهان بالصين “

قال رئيس فريق تقوده منظمة الصحة العالمية للتحقيق في أصول فيروس كورونا

” إن الخفافيش لا تزال مصدرًا محتملًا وأن انتقال الفيروس عبر الأطعمة المجمدة هو احتمال يستدعي مزيدًا من التحقيق, مع استبعاد وجود تسرب في المختبر في مدينة ووهان “

وقالت المتحدثة للصحفيين في مؤتمر يوم الثلاثاء

” إن الإدارة لم تشارك في التخطيط والتنفيذ للتحقيق وتريد إجراء مراجعة مستقلة لنتائج الفريق والبيانات الأساسية “

وأضافت أنه على الرغم من عودة الإدارة إلى منظمة الصحة العالمية

” إلا أنه من الضروري أن يكون لدينا فريق خبراء خاص بنا للتحقيق على ألارض “.

قال بيتر بن مبارك ، الذي قاد فريق الخبراء المستقلين في زيارته التي استغرقت شهرًا تقريبًا إلى ووهان

” إن عمل الفريق كشف عن معلومات جديدة ولكنه لم يغير صورته بشكل كبير حول تفشي فيروس كورونا ”

قال بيتر بن مبارك

” إن احتمال تسرب الفيروس من المختبر, الذي كان موضوعًا لنظريات المؤامرة , غير مرجح للغاية, ولن يتطلب مزيدًا من الدراسة “